السبت، 30 أبريل 2016

البداية


الآن أنا أكتب تدوينتي الأولى في هذا المسار، صحيح أن الفكرة لم تكن وليدة اللحظة لكن الشعور هو ذلك. فكّرت لمرات عدّة إلى أي مدى تستطيع الكتابة أن تجعلني أطير؟. فكّرت ماذا عن الكتابة خارج إيطار الشعور؟ صعب في البداية؟ متعب؟ غريب؟ نعم. لكنّي أعرف تمامًا أنه أجمل أبواب الكتابة لمن أراد أن يصل لمعنى الكتابة الحقيقيّة.

اليوم: الأثنين 22 ديسمبر 2014 ميلادي، لا أهتم للساعة بشكل حقيقيّ عندما أكون في الجامعة عادةً وخصوصًا في وقت الصباح، لكنّي اليوم كنت أحسب الدقائق حسابًا.. لا أريدها أن تنقضي بالفعل، كانت الفكرة اجتماع صباحيّ مبهج لطلاب كلية الهندسة . عندما استيقظت في الصباح لم أكن أشعر بأن ثمة هنالك صباح مختلف ينتظرني، لا سيمّا وأنا التي قد قضت ليلة طويلة غلبني فيها اللا شعور.. لكنّي كنت أفكر بعدما استيقظت أي إضافة أضفتها للحياة؟ حسنًا أنا أنام، أدرس في الجامعة، أكتب، أتشاءم، أحزن، أضحك، أجتمع مع صديقاتي، أقضي فترة العصر مع أهلي، أحب الشاي و الكيمياء ، أصمت، أتحدث، و و وفي كل شيء أفعله لم أشعر بأني أضيف للحياة شيئًا جديدًا.. أحبّ العمل التطوعي لا أنكر ذلك، لكن مخاوفي دائمًا ماتكون كبيرة من أشياء كثر أولها ألا أنجز العمل المطلوب مني كما هي أكمل صورة.. لذلك وجدتني أبتعد كلما استطعت ذلك، وأحاول ألا أكلف نفسي عناء القلق في تحت كنف هذا العمل. الا في تلك اللحظة التي قررت فيها أن أشارك في نشاط  تطوعي في الكلية ، لا أدري ان كانت هناك أسباب حقيقية جعلتني أشارك لكني شاركت بحافز المغامرة، خُضت تحدياً مع نفسي

كان ذلك الصباح المنطلق الحقيقي لتغيير رغبتي في الحياة.. بدأت قهوة الصباح قبل مجيئي ربما بربع ساعة، بعدما وصلت للجامعة كعادتي كانت عيناي في هاتفي ألتقط مافاتني بالأمس بعدما كنت نائمة، إلى أن اقتربت لمدخل الكلية الذي كان فارعاً من أي أحد ، عندما دخلت قاعة الإجتماع التي كانت نقطة البداية كان هناك مساحة بسيطة لسؤالين وهناك خمس دقائق محددة للإجابة لم يسعفني الوقت لإجب إجابة مقتنعة بها، من أنت ؟ و كم عمرك ؟
لم أدرك حقاً ما أجب لم أكن أنذاك أدرك من أنا ! هل أنا انجازاتي الصغيرة ؟ هل أنا أحلامي ؟ هل انا عائلتي و مكانتها ؟ هل انا من يراني الناس ؟ هل انا نفسي البسيطة ؟


طوال المحاضرة لم أكن فعليًا قادرة على التركيز مع الأستاذ كنت مشغلة بذاك السؤال أهو صعب لهذا الحد الذي يخيفني؟ هل لباقي زملائي قوة خارقة للإجابة عليه بكل يُسر؟ لا. أبدًا نحن متساوون بالقدرات، ولا أحد يعلو على الآخر. إذًا لماذا أخاف الإجابة؟ عقدت العزم على أن تكون حياتي بعد هذه اللحظة مختلفة، لأبحث عن إجابة حقيقية ترضيني.

قررت من بعدها أن أكمل ماتبقى من مسيرتي الجامعية مناصفةً مابين العمل التطوعي، والدراسة. بعد الآن أنا أود العمل في العمل التطوعي ولن أخاف من تحمّل المسؤولية ولا من القلق من عدم الأداء بشكل كامل. سأبذل، وأبذل، والله مع المحسنين. همست هذه الجمل لنفسي وأنا مطمئنة.
ً
من قال أن حياة الإنسان محصورة مابين العمل والعمل؟ من قال أنها لا تعرّف إلا بالأشياء التي يكون مردودها مقابل ماديّ فقط؟ من قال أن العمل التطوعيّ محصور بالذين يمتلكون وقتًا فارغًا كثيرًا؟ من قال أني أنا وأنت وهي وهو وهم وهنّ لا نستطيع تجربة هذا الطريق الجديد؟  الذي قاله الكثير ممن جرّب التطوّع: “حياة لم تعمل فيها من أجل الناس لا من أجل المال هي ليست حياة.” جرّب، التجربة لن يعقبها أي خسارة.

_ ربما لم أكتب بالوجه الصحيح بما أنها التجربة الأولى، لكنّي ممتنة لكل شخص ألهمني، بداية بإستاذ يوسف ، وبزملائي بمجموعة كيف تختار تخصصك ، نهاية بمن يقرأني الآن.