الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

دهشة

‏يجب ان تعلم بأني احبك وان هذا الحب هو المبرر الوحيد لكل كلماتي الطائشة وتصرفاتي الطفولية وردود فعلي الغريبة ، يجب ان تعلم ان طلبي الملح لأمتلاك صورة يومية لك ‏يعني الكثير و الكثير ، كثيرًا ماكنت اتأمل بريق عينيك، كما لو انه مواساة عن خراب العالم ، كما لو انها تنفض عني الوجع و العزله ، ‏لطالما نظرت لوجهّك لساعات بتدقيق بتفحص بتمعن حتى احفظ كُل تعابيره واستخدمها كردة فعل تجاه سوء ماتفعله بنا الايام   

الثلاثاء، 19 يوليو 2016

من يمتلك البدر؟

- ما كان سيحدث لو لم نلتقي ؟
- كنت الأن أبحث عنك.
- و ماذا وان وجدت من تشبهني ؟
- لن أقبل
- لماذا اذاً ؟
- عزيزتي انا ابحث عن البدر الذي لا شبيه له
- لم أفهم ؟
- تعالي ألقي نظرة للسماء ، اترين هذه النجوم اللامعة ، الق نظرة على البدر ثم القِ نظرة على أكبر نجمة ، انه لا يضاهيها حجماً و لا لمعاناً.
- لكنك تعثرت بالنجوم قبل ان تصل الى القمر !
-بالطبع ، كل نجمة ظننتها انتِ زال بريقها بمجرد ظني ذاك .
- و ماذا ان زال بريق البدر ايضاً ؟ هل ستبحث عن الشمس؟
- ارجوك عزيرتي كوني مطمئنة ما من شيء يضاهيك جمالاً و بريقاً ، لن ارضى بما هو دونك من يمتلك البدر امتلك الحياة ، و من فقد البدر فقد الحياة ، كيف لي ان احيا بدون نور سراجك المنير في حلكة ليلي. 

بنغازي تُرحب بكم.

انها مشارف بنغازي ، هناك لافته مكتوب عليها بنغازي ترحب بكم ..
لطالما كنت أتساءل في صغري لما هي بنغازي المدينة الوحيدة التى تملك تلك اللافته !
لم أجد اجابة تشفي غليلي الا بعد ان كبرت ! 
 و عرفت الاسم الحقيقي ( رباية الذايح ) 
في بنغازي لا فرق بين اثنين ماداما عربيين ، لا فرق بين اثنين طالما جمعتهم جنسية واحدة ، ديانة واحدة ، عروبة واحدة ..
في بنغازي مهما كان عرقك و نسلك ستشعر و كأنك في موطنك و كأنك ولدت لتحيا في بنغازي..
في بنغازي ستجد الناس أخوة بمعنى التجسيد الحقيقي بعيداً عن المفرقات القبلية و العرقية
بنغازي المكان الوحيد على هذه الأرض الذي يطبق (لا فرق بين عربي و اعجمي )
و لك أن تعي ذلك عندما تخطو اول خطوة على مشارف بنغازي ، عندما تستقبلك اللافته التي اشعلت فضول الطفولة شعفاً في معرفه ذلك السر ❤️. 

السبت، 11 يونيو 2016

رسالة لن تصل ..

أبي أسفة لم أكتب لك منذ أيام ..
اننا الأن في شهر رمضان ،
بابا كان بالإمكان ان تكون بجانبنا الأن ، كان بإمكاني ان انزعج من صوت الأخبار في التلفاز التي تشاهدها صباحاً ، كان بالإمكان ان تتذوق طبخي و تمدحه و تشكو من كثرة الفلفل به ..
بابا كان بالإمكان ان تسهر معي حتى أذان الفجر و نتحرى ليلة القدر سوياً ..
كان بالإمكان ان أسبقك في ختمة القرآن ، كان بإمكاني كل ذلك لكنك لم تكن !
أي غصة و اي حرقة تحرق قلبي بغيابك ، غيابك الذي لم استطع تجاوزه ، و لم استطع حتى تجاوز الحياة بدونك !

-رمضانك في الجنة أجمل بابا -
انظر لنفسي الأن ، اتبسم ابتسامة ساخرة ..
هذا الإنكاس لصورتي الذي أخشى مواجهته دائماً ، أُرغمت الأن لمواجهته
- ماذا بعد ؟
- ماذا بعد ماذا؟
- انتِ تعلمين جيداً لا تراوغي
- و انت أيضاً تعلم لماذا نتحدث في أمر يعلمه كلانا
- الا زلتي غامضة ؟
- ليس لهم حاجة ليعرفوني على حقيقتي
- متى سيعرفونك اذن ؟
- عندما أصل ، عندما ألوح لهم من القمة عندها سيعرفونني
- أراكِ مؤمنة بوصولك ؟
- مسألة سنين لا اكثر و لا أقل ، انا امتلك كل شيء
- لا تثقي كثيراً انتِ تخشين المواجهة و اظنك تخشين الوقف عالياً
لم تهدأ نبضات قلبي حتى رأيت يدي تقطر دماً ، لقد كسرت المرأة !
ظهر أنكاسي على جزء صغير من المرأة تسنى لأنعكاس صورتي الظهور خلاله بشكل ساخر:
- لن تصلي ما دمتِ ضعيفة مع نفسك ، لا تظهري القوة امام الأخرين، و نفسك أشد هشاشة من هذه المرأة
تلاشت صورتي بعد ضحكة أنتقام لم تخطئ هدفها ، لازال صدها يكرر في أذني مع كل خطوة أخطوها
......
- عِدني بأنك لن تجعلني أكتبك الا فرحاً و سعادة ، عِدني بأنك لن تجعل شفتي تنحني الا للأعلى ، عِدني بأنك ستكون قربي ما بقيت ، عِدني بأن ستكون حبيبي الذي لا أتغنى الا بحبه و لا أسعد الا بقربه و لا أحظى بالحب الا منه. 
حبيبي الذي يناقش أتفه أفكاري و كأنها ستغير مجرى التاريخ ، حبيبي الذي يلتمس ماوراء الشعور و ماوراء الكلام و ما وراء قلبي ،


اني أبلغ سموات السعادة كلها بقربك، متحمسة لمستقبلي معك، متحفزه لكي أسبق الجميع لأهنئك في كل عيد "كل عام وانت بخير يا كل الخير لي" ، ورغبتي الجامحه بأن أسهر معك حتى ساعات الصباح الاولى و ننام و نحن نحمل نفس الأمنية ، أريد أن اراقب الشروق وانا مثنية طرفي إليك و أهمس أحبك في كل دقيقة ، راغبة في أن أتسابق في إسعادك أكثر مما تسعدني، هناك تفاصيل دقيقة جميلة جداً أتمنى أن أحياها معك أنت فقط ❤️. 

الأحد، 1 مايو 2016

روح لا تذبل

- أستمد طاقتي من جدتي.  
جدتي التي لطالما كانت مصدر إيجابي لي ، لا أدري أنّى لها بتلك القوة على سحب الحزن من عيني ، لازلت أتذكر أحد الأيام القاس التي مرت كيف قامت جدتي بكبت الحزن داخلها وتظاهرت بالمرح و قصت لنا حكياتها القديمة و كيف تعالت اصوات ضحكاتنا و دموعنا من الضحك بدل الحزن ، ولازلت حتى الأن مؤمنة بأن لجدتي قوة خارقة على فعل ذلك. 
جدتي لا تكتئب ، رغم كل البؤس المحيط حولها لم أرى على وجهها سوى الإبتسامة ، و أظن ان الحزن ان رئاها فإنه يفر هارباً من إبتسامتها ، كانت تفتك اسوار الحزن حولها بتلك المقاومة المذهلة لجحافل الحزن المحيطة بها .

جدتي لا تكبر ، حتى وان بلغت من العمر سبعيناً فأني أراها بعيني لازالت شابه ، كانت تتفهمني أكثر من كل من حولي و كأنها تلتمس شعوري و كأنها بذات عمري ، جدتي التي تجيد تصغير إسمي و تدليله ، و لا اظنني طُربت بنطق إسمي من سواها ، جمال لا يضاهيه جمال حين تناديني " فورا " 💕

جدتي الأنسانة المثالية التي تزين هذا العالم ،
جدتي البسيطة ، جدتي المعطاء؛ التي تهب كل ما لديها و لا تبقي لنفسها شيء ، جدتي التي لا تكف عن الدعاء للجميع ، جدتي التي لم اراها تنسى صلاتها يوماً رغم ترنح ذاكرتها ، جدتي الجميلة في كل شيء حتى في توبيخها لي ، جدتي التي صقلت السعادة بداخلي و كأني بت وريثة السعادة عنها 💙. 
________
-

السبت، 30 أبريل 2016

البداية


الآن أنا أكتب تدوينتي الأولى في هذا المسار، صحيح أن الفكرة لم تكن وليدة اللحظة لكن الشعور هو ذلك. فكّرت لمرات عدّة إلى أي مدى تستطيع الكتابة أن تجعلني أطير؟. فكّرت ماذا عن الكتابة خارج إيطار الشعور؟ صعب في البداية؟ متعب؟ غريب؟ نعم. لكنّي أعرف تمامًا أنه أجمل أبواب الكتابة لمن أراد أن يصل لمعنى الكتابة الحقيقيّة.

اليوم: الأثنين 22 ديسمبر 2014 ميلادي، لا أهتم للساعة بشكل حقيقيّ عندما أكون في الجامعة عادةً وخصوصًا في وقت الصباح، لكنّي اليوم كنت أحسب الدقائق حسابًا.. لا أريدها أن تنقضي بالفعل، كانت الفكرة اجتماع صباحيّ مبهج لطلاب كلية الهندسة . عندما استيقظت في الصباح لم أكن أشعر بأن ثمة هنالك صباح مختلف ينتظرني، لا سيمّا وأنا التي قد قضت ليلة طويلة غلبني فيها اللا شعور.. لكنّي كنت أفكر بعدما استيقظت أي إضافة أضفتها للحياة؟ حسنًا أنا أنام، أدرس في الجامعة، أكتب، أتشاءم، أحزن، أضحك، أجتمع مع صديقاتي، أقضي فترة العصر مع أهلي، أحب الشاي و الكيمياء ، أصمت، أتحدث، و و وفي كل شيء أفعله لم أشعر بأني أضيف للحياة شيئًا جديدًا.. أحبّ العمل التطوعي لا أنكر ذلك، لكن مخاوفي دائمًا ماتكون كبيرة من أشياء كثر أولها ألا أنجز العمل المطلوب مني كما هي أكمل صورة.. لذلك وجدتني أبتعد كلما استطعت ذلك، وأحاول ألا أكلف نفسي عناء القلق في تحت كنف هذا العمل. الا في تلك اللحظة التي قررت فيها أن أشارك في نشاط  تطوعي في الكلية ، لا أدري ان كانت هناك أسباب حقيقية جعلتني أشارك لكني شاركت بحافز المغامرة، خُضت تحدياً مع نفسي

كان ذلك الصباح المنطلق الحقيقي لتغيير رغبتي في الحياة.. بدأت قهوة الصباح قبل مجيئي ربما بربع ساعة، بعدما وصلت للجامعة كعادتي كانت عيناي في هاتفي ألتقط مافاتني بالأمس بعدما كنت نائمة، إلى أن اقتربت لمدخل الكلية الذي كان فارعاً من أي أحد ، عندما دخلت قاعة الإجتماع التي كانت نقطة البداية كان هناك مساحة بسيطة لسؤالين وهناك خمس دقائق محددة للإجابة لم يسعفني الوقت لإجب إجابة مقتنعة بها، من أنت ؟ و كم عمرك ؟
لم أدرك حقاً ما أجب لم أكن أنذاك أدرك من أنا ! هل أنا انجازاتي الصغيرة ؟ هل أنا أحلامي ؟ هل انا عائلتي و مكانتها ؟ هل انا من يراني الناس ؟ هل انا نفسي البسيطة ؟


طوال المحاضرة لم أكن فعليًا قادرة على التركيز مع الأستاذ كنت مشغلة بذاك السؤال أهو صعب لهذا الحد الذي يخيفني؟ هل لباقي زملائي قوة خارقة للإجابة عليه بكل يُسر؟ لا. أبدًا نحن متساوون بالقدرات، ولا أحد يعلو على الآخر. إذًا لماذا أخاف الإجابة؟ عقدت العزم على أن تكون حياتي بعد هذه اللحظة مختلفة، لأبحث عن إجابة حقيقية ترضيني.

قررت من بعدها أن أكمل ماتبقى من مسيرتي الجامعية مناصفةً مابين العمل التطوعي، والدراسة. بعد الآن أنا أود العمل في العمل التطوعي ولن أخاف من تحمّل المسؤولية ولا من القلق من عدم الأداء بشكل كامل. سأبذل، وأبذل، والله مع المحسنين. همست هذه الجمل لنفسي وأنا مطمئنة.
ً
من قال أن حياة الإنسان محصورة مابين العمل والعمل؟ من قال أنها لا تعرّف إلا بالأشياء التي يكون مردودها مقابل ماديّ فقط؟ من قال أن العمل التطوعيّ محصور بالذين يمتلكون وقتًا فارغًا كثيرًا؟ من قال أني أنا وأنت وهي وهو وهم وهنّ لا نستطيع تجربة هذا الطريق الجديد؟  الذي قاله الكثير ممن جرّب التطوّع: “حياة لم تعمل فيها من أجل الناس لا من أجل المال هي ليست حياة.” جرّب، التجربة لن يعقبها أي خسارة.

_ ربما لم أكتب بالوجه الصحيح بما أنها التجربة الأولى، لكنّي ممتنة لكل شخص ألهمني، بداية بإستاذ يوسف ، وبزملائي بمجموعة كيف تختار تخصصك ، نهاية بمن يقرأني الآن.